رحيل

مشاهدات : 9128
نعى العالم الاسلامي رجلاً وصفتْه أعماله بأنه "رجل بأمّة".. إنه المرحوم بإذن الله الدكتور عبدالرحمن السميط..
طبيب تخصص في كندا في الأمراض الباطنية ثم في أمراض الجهاز الهضمي عام 1978م.
هجر السميط حياة الترف والمدنية إلى أدغال افريقيا.. قدّم للدين ما لم تقدمه دول بأكملها..
سخّر نفسه و وقته وجهده وماله في خدمة الإسلام والدعوة الى الله في افريقيا لمدة 30 سنة.. وأسلم على يديه أكثر من 10 ملايين إنسان..
ترك عمله الطبي طواعية، وأنشأ مؤسسة خيرية رائدة 1981م، هي لجنة مسلمي أفريقيا «جمعية العون المباشر حالياً» لمواجهة مثلث الخطر «الفقر والجهل والمرض» في تلك البلاد الفقيرة، واستقطب معه فريقاً من أبناء الكويت المخلصين، الذين أسهموا معه في إقامة هذا المشروع الانساني الكبير..
نال العديد من الأوسمة والجوائز، تقديراً لجهوده الرائدة في الأعمال الخيرية، ومنها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام، والتي تبرع بمكافأتها (750 ألف ريال سعودي) لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء أفريقيا..
لم يطلب يوماً شهرة و لا مكانة ..و أجمع على حبه القاصي و الداني و عجّت الدنيا بالدعاء له..
ارتحل عن ظهر هذه الدنيا مخلفاً في رصيده أربعة آلاف داعية سلكوا الدعوة في افريقيا على يديه، وثلاث جامعات..
قام رحمه الله بالعديد من المشاريع الخيرية.. منها بناء 1200 مسجد و دفع رواتب شهرية ل 3288 داعية و معلم وحفر 2750 بئرا ارتوازية و بناء 124 مستشفى و مستوصفا و توزيع 160 ألف طن من الاغذية والادوية والملابس و توزيع أكثر من 51 مليون نسخة من المصحف الشريف وطبع و توزيع 605 ملايين كتيب اسلامي بلغات أفريقية مختلفة.
يقول الدكتور رحمه الله : "أنت قادر على أن تقوم بعمل أكثر من هذا العمل لأني إنسان مذنب، أنا إنسان خاطئ.. و أنت إن شاء الله، و كلكم خير مني و أقرب الى الله مني ..كل واحد منا و كل واحدة منا قادرة على ان تفعل ما هو أعظم من ذلك، و لكن أين الايمان يا اخوان، أنا أدعوكم أن تفتحوا صدوركم و تغسلوا قلوبكم من حب الدنيا و تبيعوها لله وحده"..
رحم الله الشيخ الدكتور السميط القائل «كيف أُلقي عصا الترحال و هناك الملايين يحتاجون للهداية. و أنا بحاجة اليهم يوم القيامة ليشهدوا لي لعلّي أدخل الجنة بدعاء أحدهم»
و ها هو اليوم يرحل كما رحل الانبياء و ما هو منهم ولكنه عمل بعملهم..
رحمه الله رحمة واسعة و أدخله فسيح جناته.. و عوّضنا و أهله خيراً في هذا المصاب الجلل.. و يشهد الله إنا لفراقك يا أبا صهيب لمحزونون ..و لكنا لا نقول إلا ما يرضي ربنا.."إنا لله وإنا إليه راجعون"..
 



نشر