أغـــذية .. تحـب قـــلبك

مشاهدات : 9810
أغـــذية ..
تحـب قـــلبك
 
 
الدكتور
حسان شمسي باشا
 استشاري أمراض القلب
 
عندما تضيق شرايين القلب ، نلقي باللوم على الغذاء في كثير من الأحيان .
وعندما يرتفع ضغط الدم نلوم الملح في أحيان أخرى . فلا شك في أن الغذاء يلعب دورا رئيسا في عدد من أمراض القلب . فالغذاء الغني بالدهون يسد الشرايين في مقتبل العمر . وارتفاع كولسترول الدم أمر شائع عند المصابين بتصلب الشرايين ، ونحن نسعى إلى تغيير نمط غذائنا بحيث نقي تلك الشرايين مما يمكن أن يعتريها من تضيق أو انسداد .
 
الــبرتقال .. حماية للقلب
ففي دراسة حديثة أجريت في جامعة أونتاريو الكندية ، تبين للباحثين أن تناول ثلاثة كؤوس من عصير البرتقال يوميا يساعد في زيادة " الكولسترول المفيد " HDL بنسبة تصل إلى 21 % ، وخفض " الكولسترول الضار " بمقدار 16 % . وقد استمرت تلك التغيرات الإيجابية في الكولسترول لمدة خمسة أسابيع بعد انتهاء فترة العلاج .
ومن المؤكد أنه كلما زاد مستوى الكولسترول المفيد في الدم قل احتمال حدوث مرض شرايين القلب التاجية . والمعروف أن عصير البرتقال يحتوي على مواد مضادة للأكسدة ، مما يساعد في الوقاية من السرطان والفيروسات إضافة إلى الإقلال من تصلب الشرايين
 
المـشمش .. دواء للـقلـب
أظهرت دراسة طبية أجريت في بريطانيا أن تناول المشمش يقلل من مستوى الكولسترول في الدم ، ويمكن أن يسهم في الحماية من مرض شرايين القلب . ويحتوي المشمش على مركبات تدعى " كاروتينويدات "تتحول في الجسم لتعطي الفيتامين A الذي تحتاجه العين للتخلص من المركبات الكيميائية الضارة التي تؤذي العين .
ويعتقد الباحثون أن تناول ثلاث حبات من المشمش تزود الجسم بحوالي 2800 وحدة دولية من فيتامين A ، وهو ما يزيد عن نصف حاجة الجسم اليومية من هذا الفيتامين . ويعتبر المشمش من أغنى الفواكه بالمعادن : كالبوتاسيوم ، والكالسيوم ، والفوسفور وغيرها .
 
الرمـان .. مجمـة للقلب
وجد الباحثون في مقال نشر في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن تناول عصير الرمان قد قلل من توضع الكولسترول الضار في الشرايين ، وزاد من نشاط أنزيم خاص مضاد للأكسدة بمقدار 20 % . كما لاحظ الباحثون الذين أجروا تجاربهم على الفئران أن عصير الرمان يقلل من أكسدة الكولسترول الضار ويمكن أن يقلل من ترسبه على جدران الشرايين.
اللوز .. ســلامة للـقـلب
أكد عدد من الدراسات الحديثة أن تناول اللوز يخفض مستوى الكولسترول الضار ، كما يساعد في الإقلال من خطر الإصابة بمرض شرايين القلب التاجية . ويعتقد الباحثون أن تناول حفنة من اللوز أو ما يعادل 30 جراما يوميا كجزء من الغذاء الصحي يساعد في تقليل خطر مرض شرايين القلب .
وقد أشارت دراسة حديثة أجريت في جامعة تورنتو الكندية إلى أن تناول 30 جراما من اللوز ( مع القشر ) يوميا قد أدى إلى خفض مستوى الكولسترول بنسبة 3 % .
واقترح الباحثون في جامعة " تافتس " الأمريكية أن العناصر المغذية الموجودة في اللوز ، وفي قشوره تقدم معا حماية أكبر مما لو كانت منفصلة عن بعضها . وفي دراسة أخرى من جامعة كاليفورنيا ، أشار الباحثون إلى أن المواد المضادة للأكسدة في قشور اللوز ، إضافة إلى محتواه الطبيعي من الفيتامين E تؤثر بصورة إيجابية في الجسم . وهذا ما يدعم الرأي الذي يدعو دوما إلى تناول الثمار بقشورها .
والمعروف أن اللوز غني بالدهون ، ويحذر من الإفراط في تناوله ، ولكن دراسة حديثة أجريت في " كلية كنغ " في لندن ، أشارت إلى أن جدران الخلايا في ثمار اللوز قد يلعب دورا في امتصاص الجسم للدهون الموجودة فيها ، فعند تناول اللوز بقشره لا يمتص الجسم جميع الدهون الموجودة فيه ، ويطرح جزء من الدهون مع البراز . ويحتاج الأمر إلى المزيد من الدراسات .
 
الـتـفاح .. يخفض دهون الدم
أشار عدد من الدراسات الغربية مؤخرا إلى فوائد التفاح الصحية إلا أن اليابانيين لم يتقبلوا تلك النتائج . ولكن الباحثين في المعهد القومي لعلوم الفاكهة في اليابان أكدوا في دراسة حديثة أجريت على 14 متطوعا أن تناول 400 جرام ( تفاحتين ) يوميا يسهم في تخفيض معدل الكولسترول في الدم . فقد تناول المتطوعون تفاحتين يوميا ولمدة ثلاثة أسابيع ، وأظهرت النتائج انخفاضا في الكولسترول بنسبة وصلت إلى 21 % .
وقال البروفيسور ركبيتشي تاناكا رئيس فريق البحث : " إن التفاح يزيد نسبة فيتامين C في الدم بصورة ملحوظة " .
وكان اليابانيون يعتقدون لفترة طويلة أن تناول التفاح غير صحي ، وأن الفواكه الحلوة بشكل عام تؤدي لارتفاع نسبة الدهون .
والحقيقة أن هذه الدراسة دراسة صغيرة ، ومع ذلك نشجع على تناول التفاح ، فلا شك أنه من أفضل الفاكهة ، وخصوصا تفاحة على الريق .
 
الجـوز .. يخـفض الكولسترول
وجد الباحثون حديثا أن تناول الجوز يؤدي إلى خفض الكولسترول . فقد جاء في دراسة نشرتها مجلة J. Clin Nut الأمريكية أن للجوز تأثيرات مفيدة خافضة للكولسترول الضار وقد أجريت الدراسة على 18 شخصا كلهم تجاوزوا الستين من العمر ، ويعانون من ارتفاع في دهون الدم .
وقد انخفض الكولسترول الضار بصورة ملحوظة عند تناول الجوز ، ورغم أن الجوز غني بالسعرات الحرارية ، فإنه لم يطرأ على وزن المرضى تغير يذكر ، وذلك بسبب التزامهم بحمية معينة .
وأكدت الدكتورة كوليت كيلي ، وهي عالمة بريطانية مختصة في شؤون التغذية ، على ضرورة الانتباه إلى ما يتناوله المرء من دهون . وأوضحت أن الجوز غني بالدهون ، ولذلك يتعين على الأشخاص أن يتناولوا الجوز بدلا من المأكولات الغنية بالدهون المشبعة كالزبدة والكعك والمعجنات .
 
زيت الزيتون حبيب القلب :
أظهرت دراسة نشرت في مجلة اللانست الشهيرة أن معدل الوفيات في أفقر بلد في أوروبا ألا وهي ألبانيا المسلمة تميز بأنه كان أخفض معدل في أوربا ، فمعدل الوفيات في ألبانيا عند الذكور كان 41 شخصا من كل 100.000شخص ، وهو نصف ما هو عليه الحال في بريطانيا .
ويعزو الباحثون سبب تعمير الناس في ألبانيا ذات الدخل المحدود جدا إلى نمط الغذاء عند الألبانيين ، وقلة تناولهم للحوم ومنتجات الحليب ، وكثرة تناولهم للفواكه والخضار والنشويات وزيت الزيتون . فقد كان أقل معدلات الوفيات في الجنوب الغربي من ألبانيا في المكان الذي كانت فيه أعلى نسبة لاستهلاك زيت الزيتون والفواكه والخضراوات.
وأكد ستة عشر من أشهر علماء الطب في العالم في بيان شمل أكثر من ثلاثين صفحة أن تناول زيت الزيتون يسهم في الوقاية من مرض شرايين القلب التاجية وارتفاع كولسترول الدم ، وارتفاع ضغط الدم ، ومرض السكر ،والبدانة .
فقد عرفنا حديثا أن زيت الزيتون يقي من مرض العصر .. جلطة القلب ، ويؤخر من تصلب الشرايين . وتلاشت الأسطورة التي كانت تقول أن زيت الزيتون يزيد كولسترول الدم ، ذلك الشبح الذي يقض مضاجع الكثيرين . وتبين للعلم الحديث أن زيت الزيتون عدو للكولسترول ، يحاربه أنى كان في جسم الإنسان .
والحقيقة أن الأمريكان يغبطون سكان حوض البحر الأبيض المتوسط على غذائهم ، فهم يعرفون أن مرض شرايين القلب التاجية أقل حدوثا في إيطاليا وأسبانيا وما جاورهما مما هو عليه في شمال أوروبا والولايات المتحدة . ويعزو الباحثون ذلك إلى كثرة استهلاك زيت الزيتون عند سكان حوض البحر المتوسط ، واعتمادهم عليه كمصدر أساسي للدهون في طعامهم بدلا من السمنة ( المرجرين ) والزبدة وأشباهها .
يقول كتاب Heart Owner Handbook الذي أصدره معهد تكساس لأمراض القلب حديثا : "إن المجتمعات التي تستخدم الدهون اللامشبعة الوحيدة (وأشهرها زيت الزيتون) في غذائها كمصدر أساسي للدهون تتميز بقلة حدوث مرض شرايين القلب التاجية ، وليس هذا فحسب ، بل إن الأمريكيين الذين يحذون حذو هؤلاء يقل عندهم حدوث مرض شرايين القلب " .ومن المعروف أن أكسدة الكولسترول الضار أمر مهم في إحداث تصلب الشرايين وتضيقها. وقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن زيت الزيتون يلعب دورا هاما في منع تلك العملية .. إضافة إلى أن زيت الزيتون يلعب دورا مضادا للأكسدة أيضا ، حيث أن زيت الزيتون يحتوي على فيتامين E المعروف بدوره المضاد للأكسدة ،كما يحتوي على مركبات البولي فينول، ومن ثم يمكن أن يقي من حدوث تصلب الشرايين .
وتعزى الفوائد الصحية لزيت الزيتون إلى غناه بالأحماض الدهنية اللامشبعة الوحيدة ، وإلى غناه بمضادات الأكسدة . وقد أكدت الدراسات العملية بما لا يدع مجالا للشك أن زيت الزيتون يخفض مستوى الكولسترول الكلي والكولسترول الضار، دون أن يؤثر سلبا على الكولسترول المفيد .
وفي دراسة نشرت في مجلة ( Am J clin Nutr ) ، أظهر الباحثون أن الغذاء الغني بزيت الزيتون ربما يضعف التأثير السيء للدهون المتناولة في الطعام على تجلط الدم ، وبالتالي ربما يقلل من حدوث مرض شرايين القلب التاجية .
 
السمك صديق القلب :
نشرت دراسات كبيرة في أشهر المجلات الطبية العالمية تجمع على أن تناول السمك يقلل من خطر الموت المفاجئ عند الإصابة بجلطة في القلب بنسبة تصل إلى 81 % في إحدى الدراسات . كما أشارت دراسة أخرى إلى أن تناول جرام واحد من الأحماض الدهنية ( أوميغا 3 ) – وهي الأحماض الموجودة في زيت السمك – قد أدى إلى انخفاض حدوث الموت المفاجئ بعد جلطة القلب بمعدل 41 % . ولقد وجد الباحثون منذ أكثر من نصف قرن أن سكان الإسكيمو الذين يتغذون أساسا على الأسماك هم من أقل الناس إصابة بمرض شرايين القلب التاجية .فماذا في زيت السمك من فوائد أخرى ؟
فقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن زيت السمك ينقص نسبة الدهون الثلاثية بنسبة 28 % رغم أنه يزيد من معدل الكولسترول الضار بنسبة ضئيلة 4 – 6 % ، كما أن زيت السمك يمكن أن يخفض ضغط الدم بنسبة قليلة ، ويزيد من سيولة الدم .
وأظهرت دراسة أخرى أن تناول 1.5 غ من زيت السمك يوميا لمدة سـنتين قد أدى إلى الحد من عملية تصلب الشرايين ، وإلى تراجع في درجة تصلب الشرايين .
 
الثوم عدو للكولسترول :
أظهرت الدراسات الحديثة أن خلاصة الثوم تقلل من ترسب الكولسترول في جدران تلك الشرايين ، مما يحميها من تصلب الشرايين .
ففي دراسة حديثة تبين أن تناول 900 ملغ من حبوب الثوم قد أدى إلى خفض الكولسترول الكلي والكولسترول الضار بنسبة 11.5 % خلال ثلاثة أشهر . وهناك عدد من الدراسات التي تؤيد ذلك ، إلا أن دراسة أخرى نشرت في مجلة JAMA فشلت في إثبات ذلك ، ولم ينخفض فيها الكولسترول . ولا يمكن اعتبار كافة مستحضرات الثوم متساوية في الجودة والتأثير الدوائي . وأكد الدكتور " بورديا " أن الخواص المضادة للتخثر ( تـجلط الدم )، والموجودة في الثوم يمكن أن تتلاشى بطهي الثوم . ولهذا ينصح بتناول الثوم طازجا ، وبكميات صغيرة للحصول على الفائدة المرجوة في خفض كولسترول الدم ، والوقاية من جلطة القلب ( احتشاء العضلة القلبية ) .
وللأغراض الوقائية يكفي عادة تناول فص ( سن ) واحد يوميا من الثوم ( يزن عادة 2 - 3 غ ) ، أما الجرعات العلاجية ، فيصعب تحديدها في الوقت الحاضر .
 
 
* * *
 



نشر