أغذية .. تحب قلبك

مشاهدات : 9328
لاشك أن هناك عدداً من الأغذية التي تعنى بسلامة القلب ، ومنها زيت الزيتون والسمك والثوم ، والأغذية الغنية بالألياف وغيرها .
 
ولكننا نذكر هنا أغذية أخرى أظهرت الدراسات الحديثة بعضاً من فوائدها.
 
 
 
البرتقال .. حماية للقلب
 
ففي دراسة حديثة أجريت في جامعة ( اونتاريو ) الكندية ، تبين للباحثين أن تناول ثلاثة كؤوس من عصير البرتقال يومياً يساعد في زيادة الكوليسترول المفيد بنسبة تصل إلى ( 21% ) وخفض الكوليسترول الضار بمقدار ( 16 % ) . وقد استمرت تلك التغييرات الإيجابية في الكوليسترول لمدة خمسة أسابيع بعد انتهاء فترة العلاج . ومن المؤكد أنه كلما زاد مستوى الكوليسترول المفيد في الدم قل احتمال حدوث مرض شرايين القلب التاجية . والمعروف أن عصير البرتقال يحتوي على مواد مضادة للأكسدة ، مما يساعد في الوقاية من السرطان والفيروسات إضافة إلى الإقلال من تصلب الشرايين .
 
 
 
المشمش .. دواء للقلب
 
أظهرت دراسة طبية أجريت في بريطانيا أن تناول المشمش يقلل من مستوى الكوليسترول في الدم ، ويمكن أن يسهم في الحماية من مرض شرايين القلب .
 
ويحتوي المشمش على مركبات تدعى ( كاروتينويدات ) تتحول في الجسم لتعطي الفيتامين ( أ ) الذي تحتاجه العين للتخلص من المركبات الكيميائية الضارة التي تؤذي العين .
 
ويعتقد الباحثون أن تناول ثلاث حبات من المشمش تزود الجسم بـحـوالي ( 2800 ) وحدة دولية من فيتامين ( أ ) ، وهو مايزيد عن نصف حاجة الجسم اليومية من هذا الفيتامين . ويعتبر المشمش من أغنى الفواكه بالمعادن كالبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور وغيرها .
 
 
 
الرمان .. مجمَّةٌ للقلب
 
وجد الباحثون في مقال نشر في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن تناول عصير الرمان قد قلل من ترسب الكوليسترول الضار في الشرايين ، وزاد نشاط أنزيم خاص مضاد للأكسدة بمقدار (20% ) .
 
كما لاحظ الباحثون الذين أجروا تجاربهم على الفئران أن عصير الرمان يقلل من أكسدة الكوليسترول الضار ويمكن أن يقلل من ترسبه على جدران الشرايين . وما زال الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث العلمي .
 
 
 
اللوز .. وسلامة القلب
 
أكد عدد من الدراسات الحديثة أن تناول اللوز يخفض مستوى الكوليسترول الضار ، كما يساعد في الإقلال من خطر الإصابة بمرض شرايين القلب التاجية . ويعتقد الباحثون أن تناول حفنة من اللوز أو يعادل ( 30 ) جراماً يومياً كجزء من الغذاء الصحي يساعد في تقليل خطر مرض شرايين القلب.
 
وقد أشارت دراسة حديثة أجريت في جامعة ( تورنتو ) الكندية أن تنـاول ( 30 ) جراماً من اللوز (مع القشر ) يومياً قد أدى إلى خفض مستوى الكوليسترول بنسبة ( 3% ) .
 
واقترح الباحثون في جامعة ( تافتس ) الأمريكية أن العناصر المغذية الموجودة في اللوز وفي قشوره تقدم معاً حماية أكبر ، مما لو كانت منفصلة عن بعضها ، وفي دراسة أخرى من جامعة كاليفورنيا ، أشار الباحثون إلى أن المواد المضادة للأكسدة في قشور اللوز إضافة إلى محتواه الطبيعي من فيتامين ( E ) تؤثر بصورة إيجابية في الجسم . وهذا ما يدعم الرأي الذي يدعو دوماً إلى تناول الثمار بقشورها .
 
والمعروف أن اللوز غني بالدهون ، ويحذر من الإفراط في تناوله ، ولكن هناك دراسة حديثة أجريت في ( كلية كنغ ) في لندن أشارت إلى أن جدران الخلايا في ثمار اللوز قد تلعب دوراً في امتصاص الجسم للدهون الموجودة فيها ، فعند تناول اللوز بقشره لا يمتص الجسم جميع الدهون الموجودة فيه ، بل بطرح جزء من الدهون مع البراز . ويحتاج الأمر إلى المزيد من الدراسات .
 
 
 
التفاح يخفض دهون الدم
 
أشار عدد من الدراسات الغربية مؤخراً إلى فوائد التفاح الصحية إلا أن اليابانيين لم يتقبلوا تلك النتائج . ولكن الباحثين في المعهد القومي لعلوم الفاكهة في اليابان أكدوا في دراسة حديثة أجريت على ( 14 ) متطوعاً أن تناول ( 400 ) جرام ( تفاحتين ) يومياً يسهم في تخفيض معدل الكوليسترول في الدم . فقد تناول المتطوعون تفاحتين يومياً ولمدة ثلاثة أسابيع ، وأظهرت النتائج انخفاضاً في الكوليسترول بنسبة وصلت إلى ( 21 % ) .
 
وقال البروفسور ( كبيتشي تاناكا ) رئيس فريق البحث : " إن التفاح يزيد نسبة فيتامين سي في الدم بصورة ملحوظة " .
 
وكان اليابانيون يعتقدون لفترة طويلة أن تناول التفاح غير صحي ، وأن الفواكه الحلوة بشكل عام تؤدي لارتفاع نسبة الدهون .
 
والحقيقة أن هذه الدراسة دراسة صغيرة ، ومع ذلك نشجع على تناول التفاح ، فلا شك أنه من أفضل الفاكهة ، وخصوصاً تفاحة على الريق .
 
الجوز يخفض الكوليسترول
 
وجد الباحثون حديثاً أن تناول الجوز يؤدي إلى خفض الكوليسترول . فقد جاء في دراسة نشرتها مجلة التغذية الإكلينيكية الأمريكية أن للجوز تأثيرات مفيدة خافضة للكوليسترول الضار .
 
وقد أجريت الدراسة على ( 18 ) شخصاً كلهم تجاوزوا الستين من العمر ، ويعانون من ارتفاع دهون الدم . وقد انخفض الكوليسترول الضار بصورة ملحوظة عند تناول الجوز .
 
ورغم أن الجوز غني بالسعرات الحرارية ، فإنه لم يطرأ على وزن المرضى تغيير يذكر ، وذلك بسبب التزامهم بحمية معينة .
 
وأكدت الدكتورة ( كوليت كيلي ) وهي عالمة بريطانية متخصصة في شؤون التغذية ، على ضرورة الانتباه إلى ما يتناوله المرء من دهون . وأوضحت أن الجوز غني بالدهون ، ولذلك يتعين على الأشخاص أن يتناولوا الجوز بدلاً من المأكولات الغنية بالدهون المشبعة كالزبدة والكعك والمعجنات
 
 
 
الشاي الأخضر ومرض شرايين القلب
 
تعتمد فوائد الشاي في الوقاية من مرض شرايين القلب التاجية على ثلاثة أسس :
 
1- خصائص الشاي المضادة للأكسدة : والتي يمكن أن تحمي الشرايين من التخرب ، وما ينجم عن ذلك من تضيق في الشرايين أو انسداد فيها وجلطة في القلب .
 
2- أظهرت الدراسات العلمية أن مستوى الكوليسترول عند شاربي الشاي أخفض منه عند غيرهم . فقد أظهرت دراسة نرويجية نشرت عام 1997م في مجلة التغذية الإكلينيكية الأمريكية أن هناك تناسباً عكسياً بين تناول الشاي ومستوى الكوليسترول في الدم . وليست هذه بالطبع دعوة إلى الإفراط في تناول الشاي ، ولكن للتأكيد على أن الشاي يمكن أن يلعب دوراً في خفض الكوليسترول .
 
3- أشارت بعض الدراسات العلمية إلى أن معدل حدوث جلطات القلب عند شاربي الشاي أقل مما هو عليه عند من لا يشربون الشاي . ففي دراسة نشرت عام 1999م من مستشفى ( بريغام ) في بوسطن تبين أن معدل حدوث جلطة القلب انخفض بنسبة ( 44% ) عند من كان يشرب كوبين من الشاي في اليوم على الأقل .
 
وكانت دراسة هولندية سابقة نشرت عام 1993م قد أعطت النتائج نفسها إلا أن دراسة أخـرى نشـرت عام 1999م وشارك فيها ( 11.000 ) شخص تسمى الدراسة الإسكوتلندية لصحة القلب أظهرت أن شرب الشاي لم يؤدي إلى وقاية تذكر من مرض شرايين القلب التاجية
 
 
 
الشاي الأخضر والتهاب المعدة الضموري المزمن
 
من المعروف أن التهاب المعدة الضموري المزمن حالة تؤهب لحدوث سرطان المعدة . ومن المعروف أيضاً أن التهاب المعدة بجرثوم يدعى هيليكوباكتر بيلوري يزيد من احتمال حدوث التهاب المعدة المزمن .
 
وقد أشارت دراسة نشرت في شهر سبتمبر ( أيلول ) عام 2000م إلى أن تناول عشرة فناجين من الشاي الأخضر يومياً قد أدي إلى انخفاض حدوث التهاب المعدة الضموري المزمن مما قد يعني خفض حدوث سرطان المعدة .
 
 
 
الشاي الأخضر وقاية للثة
 
قام باحثون من جامعة كوتينبيرج بإجراء دراسة سريرية ، نشرت في المجلة الأوروبية الطبية في شهر نوفمبر ( تشرين الثاني ) عام 2000م ، على ( 47 ) شخص لمعرفة تأثير العلكة ( لبان ) المصنوعة من خلاصة الشاي الأخضر على الأسنان واللثة . أعطى نصف المشاركين علكة تحتوي على خلاصة الشاي الأخضر والنصف الأخر حبوباً وهمية ، على أن تستعمل تلك العلكة ثمان مرات في اليوم . وجد الباحثون بعد ( 4 ) أسابيع من الدراسة انخفاضاً ملحوظاً في تكلس الأسنان والتهاب اللثة عند من استعمل علكة الشاي الأخضر . واستنتج الباحثون أن الاستخدام الموضعي لخلاصة الشاي الأخضر ربما يسهم في المحافظة على سلامة الأسنان واللثة . ولكن ينبغي التأكيد على أن هذه دراسة أولية وتحتاج إلى المزيد من الدراسات لتأكيدها .
 
 
 
هل هناك تأثيرات ضارة للشاي ؟
 
تقول أحدث نشرة طبية لجامعة ( هارفارد ) الأمريكية صدرت عام 2000م إنه من غير المحتمل أن تكون للشاي أضرار على الصحة . فالكافئين الموجود في الشاي يختلف باختلاف طريقة تحضير كوب الشاي ومدة غلي الشاي . ولكنه يحتوي في المتوسط على ( 70 ) ملغ من الكافئين ، بالمقارنة مع ( 125 ) ملغ من الكافئين في كوب من القهوة الأجنبية ( مثل نسكافيه وأشباهها ) .
 
ويمكن للكافئين أن يسبب الأرق ، كما أن الإفراط في تناول الكافئين يمكن أن تكون له تأثيرات ضارة أخرى كالخفقان وسرعة الاستثارة وغيرها . ولكن من غير المحتمل أن يؤدي شرب الشاي باعتدال إلى أية تأثيرات سلبية تذكر . ولا ننسى أن الشاي يمكن أن يمنع امتصاص الحديد من الأمعاء ، وقد يشكل ذلك مشكلة عند المصابين بفقر الدم بنقص الحديد ، وعند الحوامل ، وعند الذين لا يأكلون اللحوم .
 
ولكن إضافة الليمون أو الحليب يثبط خاصة الشاي في حبه الارتباط بالحديد في الأمعاء مما يخفف اقتناص الشاي للحديد . وإذا ما كنت تشرب الشاي بين وجبات الطعام ، فإن ذلك يزيل تلك المشكلة تماماً . كما ينبغي أن نتذكر أن الشاي يمكن أن يسبب الإمساك .
 
وقد أثيرت بعض المخاوف من غنى الشاي بالألمنيوم ، وفيما إذا كان لذلك أية علاقة بالخرف المبكر ( مرض الزهايمر ) . ولكن الحقيقة أن مثل تلك العلاقة لم تثبت أبداً .
 
وإضافة إلى ذلك فإن الألمنيوم الموجود في أوراق الشاي لا يتحلل بالماء بسهولة ، ولذلك فإن كمية الألمنيوم الممتصة عند شاربي الشاي كمية زهيدة جداً ليس لها أية تأثيرات سلبية .
 
وقد أظهرت بعض الدراسات أن الشاي يمكن أن يزيد إنتاج الحمض في المعدة ، وقد يمثل ذلك مشكلة عند المصابين بقرحة المعدة . وهناك طريقة بسيطة لمعالجة تلك المشكلة ، وهي إضافة الحليب والسكر للشاي ، مما يخفض إنتاج حمض المعدة بصورة ملحوظة .
 
 
 
لا فائدة من الشاي عند المدخنين
 
قام باحثون من هولندا بإجراء دراسة على ( 64 ) مدخن ، ونشرت في مجلة التغذية الإكلينيكية الأوروبية في شهر أكتوبر ( تشرين الأول ) عام 2000 ، لمعرفة تأثير الشاي الأخضر أو الشاي الأسود على مؤشرات الالتهاب ، أو تخثر الدم ، أو مؤشرات باطن الشرايين ، فوجد الباحثون أن تناول الشاي الأخضر أو الأسود عند المدخنين لم يكن له تأثير إيجابي على هذه المؤشرات ، مما يعني أن ما يحققه غير المدخنين من مكاسب من الشاي في الوقاية من مرض شرايين القلب ، يخسره المدخنون ! .
 
وأخيراً يقول الدكتور ( يانغ ) في مقـال رئيسـي نشـر عام 2000م في مجلة التغذية ر غم أن التأثيرات المفيدة للشاي الأخضر قد ظهرت جلية عند حيوانات التجربة ، إلا أن مثل تلك التأثيرات المفيدة لم تظهر بشكل مقنع عند الإنسان بعد ، ففي حين أكدت بعض الدراسات مثل تلك التأثيرات المفيدة ، فشلت دراسات أخرى في تأكيدها. وربما تكون تلك التأثيرات الإيجابية خفيفة عند الإنسان ، وبالطبع فإن ذلك يعتمد على العوامل الأخرى المرتبطة بنظام الحياة عند هذا أو ذاك ، وفيما إذا كان لدى المرء عوامل مهيئة أخرى للإصابة بالسرطان أو مرض شرايين القلب التاجية على سبيل المثال.
 
وهناك مخاوف أخرى منها أن كميات الشاي التي يستهلكها الإنسان هي أقل من الجرعات التي يحتاجها الإنسان لإظهار نفس التأثيرات التي ظهرت عند حيوانات التجارب .
 
وهناك أمر ثالث وهو التحذير من الإفراط في الشاي من أجل الحصول على الوقاية من الأمراض ، فإن تناول كميات كبيرة من الشاي يمكن أن يسبب مشاكل غذائية ومشاكل أخرى بسبب ما يحتويه الشاي من الكافئين ، والمركبات القانصة الأخرى ، والتي تقنص الحديد مثلاً في الأمعاء . ورغم ذلك فلا توجد أدلة كافية على التأثيرات الضارة لتناول الشاي باعتدال . ولا شك أن الحاجة ماسة جداً لإجراء المزيد من الدراسات التي يمكن أن تكشف ما خفي من تأثيرات الشاي الأخضر والأسود ، وتحدد الكمية المثلى التي يمكن أن تحقق مثل تلك التأثيرات المفيدة المحتملة . وحتى ذلك الحين ما عليك إلا أن تستمتع بكمية معتدلة من الشاي ريثما ينتهي الباحثون من اختلافهم !!



نشر